أجرى مجموعة من الباحثين الأتراك دراسة تثقيفية عن موضوع اللاجئين السوريين في تركيا والذي يُعَدّ من أكثر المواضيع طرحاً للنقاش في الرأي العام التركي في الفترة الأخيرة.
ويقول الباحثين إن “هناك العديد من الأمور التي تبيَّن لنا أنَّها خاطئة فيما يتعلق باللاجئين السوريين الذين أُجبِروا على ترك وطنهم وبلادهم بسبب الحرب في سوريا بعد أن كنا نعتقد بأنها صحيحة. وسنوضح هنا بعضاً من هذه الأمور”.
ويضيف الفريق “إن هدفنا الأساسي من هذه الدراسة هو منع نشر هذه المعلومات الخاطئة التي تنشرها بعض الصحف في أولى صفحاتها، وإلا فإنه لا يوجد انتقادات لنا مثل “ها هم بدأوا بالوقوف إلى جانب الحزب الحاكم”، “هل رأيتم، هم أيضا انقلبوا؟!”، فنحن كما نفعل دائما نحاول أن ننقل لكم الوضع القائم بكل ما فيه”.
لنلقِ نظرة الآن على هذه الادعاءات الكاذبة التي تمثِّل مشكلة كبيرة في الفترة الأخيرة. وستجدون أكثر ممّا تتوقعونه في المذكور أدناه.
1- “يستطيع السوريون الدخول إلى الجامعات التي يريدونها دون الخضوع لامتحان القبول”
إن للطلاب السوريين الحق ،كغيرهم من الطلاب الأجانب، في التقدم للمراحل الدراسية أو الدراسة في الجامعات بتقديم الامتحانات الخاصة بذلك والمطبقة على الطلاب الأجانب، وقد تم الاعتراف بحقِّهم في الدخول بــ 7 جامعات في المنطقة دون تقديم الامتحان وذلك فقط للسنة الدراسية 2012-2013.
2- “تم تخصيص منحة مالية مقدارها 1,200ليرة تركية للطلاب السوريين”
إن هذا الادعاء يبدو صحيحاً عند قراءته، لكن ما لا تعرفونه أنه تمَّ وضع شروط شديدة على هذه المنحة. فالاتحاد الأوروبي يتدخل بنسبة 85% في تمويل المنحة المُقَدَّمة من قبل رئاسة المجتمعات التركية والأقرباء في الخارج (YTB) للطلاب الذين يحملون الجنسية السورية والراغبين في التسجيل في برنامج الليسانس أو البكالوريوس لأربع سنوات دراسية والذين لا يقل معدَّل علاماتهم عن 2 من 4.
3- “يتمّ تقديم 5,5000 مسكن مجاني للسوريين من قبل إدارة الإسكانات (TOKİ)”
أفاد رئيس (TOKİ) بنفسه أن هذا الأمر لن يتم تطبيقه هكذا، وأنه سيتم تقديم المساكن بناءً على طرق دفع مناسبة وملائمة وستكون مستمرَّة على المدى الطويل. وكان لرئيس الجمهورية أيضاً بيان مشابه لهذا الأمر. وقد بيَّن نور الدين جانكيلي، عضو حزب العدالة والتنمية، أن بيان “تقديم المساكن المجانية” تم تعديله بعد ذلك. لذلك فإن ادِّعاءهم في هذا الأمر أيضاً ليس صحيحاً أبدا.
4- “يتم تقديم مساعدة مالية في استئجار الإسكان بقيمة 250 ليرة تركية”
إن هذا الكلام صحيح نعم، خاصة أن بعض رئاسات المحافظات في المنطقة قد خصَّصت للاجئين السوريين المقيمين خارج المخيم مساعدة مالية للإيجار قدرها 250 ليرة. لكن هذا الأمر لا يتمّ تطبيقه في كل المحافظات، ففي المنطقة ما يقارب الثلاثة ملايين لاجئ سوري لا يستفيدون جميعهم من هذه المساعدة.
5- “السوريّون لا يدفعون ضريبة المركبات ذات المحرِّك”
هذا الكلام ليس صحيحاً، فهم مضطرون لأخذ الرخصة المؤقّتة. وإن قانون ضريبة المركبات ذات المحرّك يسري عليهم كما هو على غيرهم من الأجانب. وإن قمنا بالبحث إعلامياً في المنطقة فسنجد أخباراً عن بعض التسهيلات فيها، لكن لا يمكن القول إنها تحدث بشكل دائم أو إنها مستمرة.
6- “الخدمات الصحية مجانية للسوريين”
هذا الأمر صحيح أيضاً، فمع التوجّه للوقاية والحماية المؤقتة، فإن اللاجئين السوريين سواءً المقيمين في المخيم أو خارجه يستفيدون بشكل مجانيّ من الخدمات الصحية الأساسية والطارئة هنا. ولا يوجد أيّ شيء غريب في هذا الأمر، فإن كان هؤلاء اللاجئون يعانون من مشاكل صحية خطيرة فهذا يعني أننا جميعا تحت تهديد كبير. لكن وبحسب بعض الأخبار فإن تقديم هذه الرعاية الصحية للسوريين أمر ضروريّ وواقعيّ إلا أن مصاريف العلاج كاملة لا يتمُّ تغطيتها.
ويقول الفريق: “نحن سنعيش مع السوريين لمدة طويلة، ويبدو أن هذه المدة ستطول أكثر من ذلك، لذلك يجب أن يتم تحسين الظروف والأوضاع الحالية. وإننا سنستمرّ بهذه الدراسات التثقيفية كمؤسسة تسعى وتأمل أن تتوقَّف كل تلك العبارات العنصرية والتمييزية التي تنشرها وسائل الإعلام كل يوم”.